فازت مدرسة الأرض السعيدة العالمية، مدرسة خاصة تقع في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بجائزة زايد للاستدامة لعام 2025 ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتم تكريم المدرسة عن مشروعها المبتكر لتحسين جودة الهواء وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في القاعات الدراسية باستخدام طوب إسفنجي كربوني قابل للتحلل الحيوي ومصنوع من ألياف جوز الهند والمطاط الطبيعي الممزوج بالطحالب التي تتميز بقدرتها على امتصاص الكربون.
يركز المشروع المقترح على إنتاج طوب يسهم في الحد من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي بشكل كبير، حيث يمكن للطحالب المدمجة في الطوب امتصاص ثاني أكسيد الكربون بكميات أكبر بعدة مرات مقارنة بالأشجار التقليدية، مما يوفر حلاً صديقاً للبيئة وقابلاً للتطبيق على نطاق واسع لتحسين جودة الهواء وضمان بيئة تعليمية أكثر صحة للطلاب والموظفين.
وأشادت الدكتورة لمياء فواز، مدير إدارة جائزة زايد للاستدامة، بمستويات الابتكار والتأثير التي يتميز بها المشروع. وقالت بهذه المناسبة: "يعكس مشروع مدرسة الأرض السعيدة العالمية الدور المحوري الذي يمكن أن يؤديه قطاع التعليم في تعزيز الاستدامة. ومن خلال دمج الابتكار مع المسؤولية البيئية، سيسهم المشروع في تحسين جودة الهواء، ويزود الطلاب أيضاً بالأدوات اللازمة للمشاركة في بناء مستقبل مستدام".
من جانبها أعربت سوشيلا جورج، مؤسس مدرسة الأرض السعيدة العالمية، عن فخرها بالفوز بالجائزة. وقالت: "يعد الفوز بجائزة زايد للاستدامة إنجازاً هاماً لمدرستنا ومجتمعنا، وحافزاً يلهمنا لمواصلة رسالتنا في بناء جيل مستقبلي ملتزم ببناء عالم أكثر صحة واستدامة. كما يبرهن هذا التكريم على إيماننا بقدرة التعليم على تحفيز الإبداع والابتكار لدى الطلاب".
ستمكّن الجائزة البالغة قيمتها 150 ألف دولار أميركي مدرسة الأرض السعيدة العالمية من تنفيذ مشروع الطوب الإسفنجي الكربوني على نطاق أوسع، والذي سيتم استخدامه في بناء جدار يعمل على إطلاق الأكسجين النقي ويخفض من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وسيتيح المشروع للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاماً المشاركة في معارض وورش تعلّم عملية تركز على معالجة التحديات البيئية. كما يهدف المشروع أيضاً إلى الحث على تبنّي الممارسات المستدامة على نطاق أوسع داخل دولة الإمارات وخارجها. ومن خلال التزامها بمعالجة التحديات العالمية الملحّة بالاعتماد على حلول مبتكرة ومستوحاة من الطبيعة، تُجسد مدرسة الأرض السعيدة العالمية التأثير الملموس لمبادرات الاستدامة التي يقودها الشباب.
تكرم جائزة زايد للاستدامة المؤسسات والمدارس الثانوية التي تقدم حلولاً مبتكرة ومؤثرة ضمن فئات الصحة والغذاء والطاقة والمياه والعمل المناخي والمدارس الثانوية العالمية، تخليداً لإرث الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ومنذ تأسيسها، أثرت الجائزة بشكل إيجابي على أكثر من 407 ملايين شخص في العالم.
ومنذ عام 2013، كرمت الجائزة ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية 56 مدرسة من ست مناطق تشمل إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والأمريكيتين، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأوروبا وآسيا الوسطى، وجنوب آسيا، وشرق آسيا والمحيط الهادئ. وأحدثت المدارس السابقة الفائزة بالجائزة تأثيراً إيجابياً في حياة أكثر من 56,599 طالباً و480,660 شخصاً في مجتمعاتها المحلية.
حول جائزة زايد للاستدامة
جائزة زايد للاستدامة هي جائزة رائدة أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة لتكريم الحلول المبتكرة التي تعالج تحديات الاستدامة العالمية بهدف دفع عجلة التنمية المستدامة حول العالم تخليداً لإرث ورؤية الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. وتكرم الجائزة كل عام المؤسسات والمدارس الثانوية التي تقدم حلولاً مبتكرة تلبي احتياجات كوكبنا الأكثر إلحاحاً، وذلك ضمن فئات الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه، والعمل المناخي، والمدارس الثانوية العالمية.
خلال مسيرتها الممتدة على مدار 17 عاماً، أحدثت الجائزة عبر حلول الفائزين السابقين بها والبالغ عددهم 117 فائزاً تأثيراً إيجابياً في حياة أكثر من 400 مليون شخص في العالم، وألهمت المبتكرين لتوسيع نطاق تأثيرهم وبناء مستقبل مستدام للجميع.